الرئيسية
الشيخ سعيد النوري: “دلائل أحكام المؤبد ، ومسيرة رفض الشعب المستورد”
مسجد الغدير المبارك
14 – يوليو – 2010 م
الشيخ سعيد النوري
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد وأله الطيبين الطاهرين .
أتوقف للحديث حول موضوعين
الأول هو قضية الأحكام القضائية الظالمة ضد شبابنا وأحبتنا .
والموضوع الثاني هو حول مسيرة معا لرفض الشعب المستورد وتهميش الشعب الأصلي التي انطلقت الجمعة الأخيرة . وأتوقف بداية مع دلالات الأحكام القضائية الظالمة والقاسية .
· الدلالة الأولى:
السلطة منزعجة من الإحتجاجات ، وتتصور أن هكذا أحكام قاسية يمكن أن تنشر الخوف والرعب وتوقف الإحتجاجات .
الدلالة الثانية:
وهي التي ينقلها أحد القضاة البريطانيين الحاضرين في المحاكمة إذ يقول أن هكذا قضية لا يمكن أن تصل للقضاء. أي أنها تفتقد للمقومات المطلوب تواجدها في أي قضية حتى يتم التقاضي فيها. فالشهود هم ضباط من وزارة الداخلية وهم خصم في القضية، ولا يمكن أن يكون الشاهد هو الخصم، كما أن آراء الطبيب الشرعي لم تستمع وآثار التعذيب واضحة وجلية على المعتقلين، بالإضافة إلى أن الأعذار التي تقدمها السلطة في هذا المجال ضعيفة وواهية ومفبركة.
فالقضاء البحريني سقط سقوطاً مريعاً والقول بإستقلالية القضاء وكل الكلام حوله سقط ، وأستطيع القوم أن القضاء البحريني وجه لنفسه الضربة القاضية.
الدلالة الثالثة:
أن السلطة تخشى خشية حقيقية من تصعيد المعارضة في الملفات المطروحة وهناك تصعيد من قبل المعارضة في ملفات التجنيس والأملاك، لذلك السلطة تختلق الملفات الأمنية وغيرها من أجل التعمية على غيرها من القضايا.
الدلالة الرابعة:
أن هذا الحكم جاء تحت مظلة قانون الإرهاب. هذا القانون الذي قالت السلطة أنه موجه ضد الإرهاب القادم من الخارج! فيما قالت المعارضة أنه سوف يستخدم ضد متظاهري الداخل المطالبين بحقوقهم. وهذا القانون يتعامل بشدة مع القضايا الخاصة بالإرهاب.
ونحن حتى لو فرضنا أن القضية ضد المعتقلين قد ثبتت بالفعل، فالأحكام لا تكون بهذه الطريقة. وهناك قضايا لخلايا حقيقة تم إكتشافها. خلية تستعد للقيام بتفجيرات وغيرها ولم يتم التعامل معها بشدة كما في قضية المعتقلين. فأصبح المتظاهرين المطالبين بحقوقهم إرهابيين و الإرهابيين هم الأبرياء. المؤسف أيضاً أن الإرهاب الخارجي عومل بكل دلال بعد ان أكتشف بالجرم المشهود. وهذا تمييز واضح وجلي في الأمرين.
الدلالة الخامسة:
أن السلطة تتتصور أنها بهكذا أحكام ستقوم برفع معنويات المرتزقة وقوات أمنها المنهارة، فهي تعيش في فشل وعجز وفي حالة هيستيريا ومراهقة لذلك تصدر هذه الأحكام من أجل إعادة الهيبة لقواتها.
وأقول للسلطة أنه كما سقطت قضية الحجيرة وغيرها سوف تسقط هذه الأحكام وتسقط هيبتها أيضاً.
السلطة اليوم إختارت التصعيد ضد المعارضة حتى وصلت لأحكام المؤبد. وهذا سوف يزيد من الإحتجاجات ومن تصاعدها. وهيبة النظام هي التي ستسقط.
والنظام البحريني لا يملك مقومات الإستمرارية والبقاء خصوصاً أنه لا يملك الشرعية الشعبية ، أحياناً هناك أنظمة ليست شرعية ولكنها تمتلك بعض العدل فيكون بقاءها ممكن أما النظام في البحرين فهو لا يملك الشرعية وهو يخسر التعاطف والرضا الشعبي بصور مستمرة ومتزايدة ، وكذلك هو لا يملك أي مظهر للعدل والإنصاف لشعبه ، والإحساس بالظلم والقهر يتزايد ، و الغضب العارم الذي تولده هكذا أحكام ظالمة وقاسية سوف ينفجر بوجه السلطة ، ويهدد وجودها ومصالحها . لذلك النظام البحريني غير قادر على البقاء، إذن نحن لدينا نظام سياسي آيل للسقوط . وهذه الأحكام سوف تزيد من الأزمة العميقة بين الشعب والنظام ، والمطلوب من السلطة هو أن تفرج عن كافة المعتقلين ، ثم تحاور المعارضة الفاعلة حول الملفات الكبرى ، وتكون مستعدة لتقديم التنازلات ، أما لغة التصعيد فالخاسر الأكبر فيها في النهاية هو السلطة السياسية .
** وقفة مع مسيرة رفض الشعب المستورد :
بالنسبة لمسيرة الجمعة الماضية، التي نظمت من قبل الحملة الشعبية لمناهضة التغيير السكاني ، وهذه المسيرة قد تم التهديد بضربها من قبل السلطة وتم محاولة أخذ التعهدات بأن ترفع شعارات معينة دون غيرها في المسيرة فيما رفض المنظمون لهذه المسيرة ذلك. والسلطة حاولت من خلال تواجد عدد كبيرة من القوات المرتزقة أن تبث الرعب في صفوف الناس لحثهم على عدم المشاركة في المسيرة كما أن هذه القوات قامت بممارسات صبيانية من خلال إقترابها من المتظاهرين وإستفزازها للمشاركين بالمسيرة.
ولكن المسيرة قد شهدت تواجد الآلاف من المشاركين حتى من النساء والذين شاركوا بفعالية في المسيرة، والشعارات كانت قوية وصريحة وواضحة بأنه يجب إيقاف التجنيس وإعادة كل المجنسين إلى بلدانهم الأصلية من اليمن وسوريا وباكستان والأردن وغيرها. ويقول بعض الإخوة ان هناك الكثير من الأشخاص أيضاً منعوا من التواجد في هذه المسيرة.
وحول المسيرة تبرز نقطتان أساسيتان:
الأولى: هي التغطية الإعلامية من قبل بعض الجرائد. التغطية الإعلامية ذكرت أن المسيرة تم تنظيمها من قبل لجان شعبية، مع أن القائمين على المسيره هم مؤسسات معروفة في البحرين وقد تمت الدعوة لها من قبل رموز معروفة أيضا .
الثانية: هي أن الصحافة ذكرت أن البيان الختامي للمسيرة كان يطالب بإيقاف التجنيس وهذا غير صحيح. فالمتظاهرون كانت شعاراتهم ومطالبهم واضحة وصريحة وهي ليست بإيقاف التجنيس السياسي فقط بل إعادة المجنسين إلى بلدانهم الأصلية أيضاً.
طبعاً، الإعلام لا يستطيع أن يتجاهل هذه المسيرات ، والإعلام يكون أميناً عندما يقوم بنقل الحقيقة كاملة ومطالب المتظاهرين بوضوح.
وختاماً، أقول الحمد لله تعالى نستخلص من التجارب الكثيرة أن شعب البحرين هو شعب كبير وشجاع وعزيز ، وحاضر بقوة في الساحة ، و حتى أني رأيت امرأة لبست ما يشبه الكفن أثناء المسيرة، وهو من المشاهد المؤثرة وهذا دليل على تضحوية الشعب . ورغم كل التخويف والإستفزاز الأمني فقد هتف الآلاف ضد الظلم والقهر دون أي خوف وتردد . والمسيرة تؤشر للإستعداد الشعبي الكبير للمضي في طريق المقاومة حتي تحقيق النصر المؤزر ، ونحن سوف نواصل العمل السياسي الضاغط – بإذن الله تعالى – حتى تحقيق مطالبنا العادلة وبراءة الذمة أمام الله سبحانه .
لذلك أتقدم بالشكر الجزيل و الصادق لكل من شارك بهذه المسيرة من النساء والشباب والشيوخ وعلماء الدين والرموز . وهناك إن شاء الله سوف تكون فعالية كبيرة قبل شهر رمضان تخص قضية المعتقلين لا سيما معتقلي المعامير.
وقد أفلح من صلى على محمد وآله …
مسجد الغدير المبارك
14 – يوليو – 2010 م
الشيخ سعيد النوري
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد وأله الطيبين الطاهرين .
أتوقف للحديث حول موضوعين
الأول هو قضية الأحكام القضائية الظالمة ضد شبابنا وأحبتنا .
والموضوع الثاني هو حول مسيرة معا لرفض الشعب المستورد وتهميش الشعب الأصلي التي انطلقت الجمعة الأخيرة . وأتوقف بداية مع دلالات الأحكام القضائية الظالمة والقاسية .
· الدلالة الأولى:
السلطة منزعجة من الإحتجاجات ، وتتصور أن هكذا أحكام قاسية يمكن أن تنشر الخوف والرعب وتوقف الإحتجاجات .
الدلالة الثانية:
وهي التي ينقلها أحد القضاة البريطانيين الحاضرين في المحاكمة إذ يقول أن هكذا قضية لا يمكن أن تصل للقضاء. أي أنها تفتقد للمقومات المطلوب تواجدها في أي قضية حتى يتم التقاضي فيها. فالشهود هم ضباط من وزارة الداخلية وهم خصم في القضية، ولا يمكن أن يكون الشاهد هو الخصم، كما أن آراء الطبيب الشرعي لم تستمع وآثار التعذيب واضحة وجلية على المعتقلين، بالإضافة إلى أن الأعذار التي تقدمها السلطة في هذا المجال ضعيفة وواهية ومفبركة.
فالقضاء البحريني سقط سقوطاً مريعاً والقول بإستقلالية القضاء وكل الكلام حوله سقط ، وأستطيع القوم أن القضاء البحريني وجه لنفسه الضربة القاضية.
الدلالة الثالثة:
أن السلطة تخشى خشية حقيقية من تصعيد المعارضة في الملفات المطروحة وهناك تصعيد من قبل المعارضة في ملفات التجنيس والأملاك، لذلك السلطة تختلق الملفات الأمنية وغيرها من أجل التعمية على غيرها من القضايا.
الدلالة الرابعة:
أن هذا الحكم جاء تحت مظلة قانون الإرهاب. هذا القانون الذي قالت السلطة أنه موجه ضد الإرهاب القادم من الخارج! فيما قالت المعارضة أنه سوف يستخدم ضد متظاهري الداخل المطالبين بحقوقهم. وهذا القانون يتعامل بشدة مع القضايا الخاصة بالإرهاب.
ونحن حتى لو فرضنا أن القضية ضد المعتقلين قد ثبتت بالفعل، فالأحكام لا تكون بهذه الطريقة. وهناك قضايا لخلايا حقيقة تم إكتشافها. خلية تستعد للقيام بتفجيرات وغيرها ولم يتم التعامل معها بشدة كما في قضية المعتقلين. فأصبح المتظاهرين المطالبين بحقوقهم إرهابيين و الإرهابيين هم الأبرياء. المؤسف أيضاً أن الإرهاب الخارجي عومل بكل دلال بعد ان أكتشف بالجرم المشهود. وهذا تمييز واضح وجلي في الأمرين.
الدلالة الخامسة:
أن السلطة تتتصور أنها بهكذا أحكام ستقوم برفع معنويات المرتزقة وقوات أمنها المنهارة، فهي تعيش في فشل وعجز وفي حالة هيستيريا ومراهقة لذلك تصدر هذه الأحكام من أجل إعادة الهيبة لقواتها.
وأقول للسلطة أنه كما سقطت قضية الحجيرة وغيرها سوف تسقط هذه الأحكام وتسقط هيبتها أيضاً.
السلطة اليوم إختارت التصعيد ضد المعارضة حتى وصلت لأحكام المؤبد. وهذا سوف يزيد من الإحتجاجات ومن تصاعدها. وهيبة النظام هي التي ستسقط.
والنظام البحريني لا يملك مقومات الإستمرارية والبقاء خصوصاً أنه لا يملك الشرعية الشعبية ، أحياناً هناك أنظمة ليست شرعية ولكنها تمتلك بعض العدل فيكون بقاءها ممكن أما النظام في البحرين فهو لا يملك الشرعية وهو يخسر التعاطف والرضا الشعبي بصور مستمرة ومتزايدة ، وكذلك هو لا يملك أي مظهر للعدل والإنصاف لشعبه ، والإحساس بالظلم والقهر يتزايد ، و الغضب العارم الذي تولده هكذا أحكام ظالمة وقاسية سوف ينفجر بوجه السلطة ، ويهدد وجودها ومصالحها . لذلك النظام البحريني غير قادر على البقاء، إذن نحن لدينا نظام سياسي آيل للسقوط . وهذه الأحكام سوف تزيد من الأزمة العميقة بين الشعب والنظام ، والمطلوب من السلطة هو أن تفرج عن كافة المعتقلين ، ثم تحاور المعارضة الفاعلة حول الملفات الكبرى ، وتكون مستعدة لتقديم التنازلات ، أما لغة التصعيد فالخاسر الأكبر فيها في النهاية هو السلطة السياسية .
** وقفة مع مسيرة رفض الشعب المستورد :
بالنسبة لمسيرة الجمعة الماضية، التي نظمت من قبل الحملة الشعبية لمناهضة التغيير السكاني ، وهذه المسيرة قد تم التهديد بضربها من قبل السلطة وتم محاولة أخذ التعهدات بأن ترفع شعارات معينة دون غيرها في المسيرة فيما رفض المنظمون لهذه المسيرة ذلك. والسلطة حاولت من خلال تواجد عدد كبيرة من القوات المرتزقة أن تبث الرعب في صفوف الناس لحثهم على عدم المشاركة في المسيرة كما أن هذه القوات قامت بممارسات صبيانية من خلال إقترابها من المتظاهرين وإستفزازها للمشاركين بالمسيرة.
ولكن المسيرة قد شهدت تواجد الآلاف من المشاركين حتى من النساء والذين شاركوا بفعالية في المسيرة، والشعارات كانت قوية وصريحة وواضحة بأنه يجب إيقاف التجنيس وإعادة كل المجنسين إلى بلدانهم الأصلية من اليمن وسوريا وباكستان والأردن وغيرها. ويقول بعض الإخوة ان هناك الكثير من الأشخاص أيضاً منعوا من التواجد في هذه المسيرة.
وحول المسيرة تبرز نقطتان أساسيتان:
الأولى: هي التغطية الإعلامية من قبل بعض الجرائد. التغطية الإعلامية ذكرت أن المسيرة تم تنظيمها من قبل لجان شعبية، مع أن القائمين على المسيره هم مؤسسات معروفة في البحرين وقد تمت الدعوة لها من قبل رموز معروفة أيضا .
الثانية: هي أن الصحافة ذكرت أن البيان الختامي للمسيرة كان يطالب بإيقاف التجنيس وهذا غير صحيح. فالمتظاهرون كانت شعاراتهم ومطالبهم واضحة وصريحة وهي ليست بإيقاف التجنيس السياسي فقط بل إعادة المجنسين إلى بلدانهم الأصلية أيضاً.
طبعاً، الإعلام لا يستطيع أن يتجاهل هذه المسيرات ، والإعلام يكون أميناً عندما يقوم بنقل الحقيقة كاملة ومطالب المتظاهرين بوضوح.
وختاماً، أقول الحمد لله تعالى نستخلص من التجارب الكثيرة أن شعب البحرين هو شعب كبير وشجاع وعزيز ، وحاضر بقوة في الساحة ، و حتى أني رأيت امرأة لبست ما يشبه الكفن أثناء المسيرة، وهو من المشاهد المؤثرة وهذا دليل على تضحوية الشعب . ورغم كل التخويف والإستفزاز الأمني فقد هتف الآلاف ضد الظلم والقهر دون أي خوف وتردد . والمسيرة تؤشر للإستعداد الشعبي الكبير للمضي في طريق المقاومة حتي تحقيق النصر المؤزر ، ونحن سوف نواصل العمل السياسي الضاغط – بإذن الله تعالى – حتى تحقيق مطالبنا العادلة وبراءة الذمة أمام الله سبحانه .
لذلك أتقدم بالشكر الجزيل و الصادق لكل من شارك بهذه المسيرة من النساء والشباب والشيوخ وعلماء الدين والرموز . وهناك إن شاء الله سوف تكون فعالية كبيرة قبل شهر رمضان تخص قضية المعتقلين لا سيما معتقلي المعامير.
وقد أفلح من صلى على محمد وآله …
